الأربعاء 16 أبريل 2025 - 11:13
حامل السلة.. العالم الزاهد الذي حوّل التعب إلى نور

وكالة الحوزة - الشهيد الثاني عالم كان يحمل في إحدى يديه سلة قوته، وفي الأخرى مصابيح العلم، فحوّل التعب إلى منارات تهتدي بها الأجيال.

وكالة أنباء الحوزة - في خضم زخارف الدنيا وزبرجها، يطرح مصير العلماء العاملين سؤالاً محيراً: كيف ينهض العلم وهو مثقل بأعباء المعيشة؟ ها هي الصورة النمطية للعالم تنكسر أمام سيرة هذا الرجل الفذ، الذي لم يكتف بالغوص في بحار المعرفة، بل اختار أن يعيش حياة الكادحين بكل شموخ. إنه الشهيد الثاني.. الذي جعل من حمل السلة شعاراً للعطاء، ومن مسك القلم سلاحاً في معركة البقاء.

الشهيد الثاني هو من العلماء المعروفين بعطاءاتهم، وتأثيرهم في الساحة العلمية، كان مثالاً للزهد والإعراض عن الدنيا الفانية، فلا يشبه زهده شيئاً إلا زهد الأنبياء والأوصياء، فقد أعرض عن كلّ‏ِ شي‏ء، حتى عن الجاه والمال، ولكن الذي لم يُعرض عنه هو العلم والكمال. كان فقيراً يعمل ويأكل من عرق جبينه، كأي عامل وفلاح من سائر الناس، هذا، وهو علم من أعلام الدنيا، لو شاء لملك منها ما عزَّ وغلا.

يقول السيد محسن الأمين في الأعيان عن هذا العظيم: "ما ظنك برجل يؤلِّف مؤلفاته الجليلة الخالدة على مرور الدهر في حالة الخوف على دمه.. يؤلفها بين جدران البيوت المتواضعة، وحيطان الكروم، لا في قصور شامخة، ورياض نضرة، ولا مساعد له، ولا معين، حتى على تدبير معاشه. ما ظنك برجل من أعظم العلماء، وأكابر الفقهاء يحرس الكرم ليلاً، ويهي‏ء الدروس، ويلقيها في الصباح على الطلبة، ويحتطب بنفسه لعياله، ويشتغل بالتجارة أحياناً يحمل السلّة من بلد إلى بلد، ويباشر أمور بيته ومعاشه".

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha